لم يكن سواكَ وجهاً رأيتُه مع أول تفتيحٍ لعيني ..
كنتَ طيراً أبيضاً بأجنحةٍ محمرة , كان لك كما في برامج الأطفال حلقةً من الذهب فوق ذاك الجبين ..
كنتُ أعرفك جيداً رغم أنك تركتني و أنا ابن ساعاتٍ في الرحم !
كنتُ أعرفكَ من حكاياتِ أمي .. و قصص دموعها و ضحكها و ذكريات سنتينِ و أسبوعِ عسل !
حفظتُكَ عن قلبٍ و رحم ..
كنت تسكنني , و تحضنني , و دائما ما استشعرتُ حنانَ يدكَ و هي تدُّسُ نبضي فوق بطن أمي ,
يدانِ قدمتا من الجنة ..
مسكونتان بنفحات العرش , مهيبتان كضحكتكَ و أنت شهيدْ ..
كان يزورني الحنين كلّ حين , و أسمعُ حياءكَ و أنت تتمتمُ هامساً " ابني " أو " بابا "
لا تخجل بابا ..
لم يكن ذنباً أن تحبَّ الأرض أكثر , أن تورثني لقب اليتيم .
فما اليُتم فدى الأوطان حزنٌ .. بل عزٌّ ينسبني أبداً لأمجادِ بلدٍ لا يعرفُ أن يحيا إلا ... بالموت !
أعرفُ أنكَ ستبقى ترعاني , و أنّ رمشَكَ لن يرُفّ إلا على قصصي ..
سأنتظر حكاياتِكَ كلَّ يومٍ قبلَ النوم , لاااا تتأخر , فكي ألقاكْ ..
" سأهوى النومَ باكرا " ...
,
ابنكَ الشهيد , الذي مازال حياً..!
الأحد : 2012/4/8 م .. الساعة : 7:15 صباحا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق