الأحد، 1 أبريل 2012

مُشاهِدٌ معجَب , و حتفٌ مثير ..!








" إنه لمن الجميل الانتقال السريع للشباب السوري في نشاطهم الثوري الذي لم يعرفوه مسبقا " 


جملة استوقفتني في تقرير يحكي مآسي المدن الثائرة هنا ..
حقا إنه لمن الجميل بل المدهش , التكيف السريع و الاندماج الديناميكي في التصارع المحموم بين شباب الثورة و كلاب الموت منذ سنة و يزيد ,

لكن ما أثارني هو الإعجاب التائه في " مكانه " ,
 وفي حقيقة صحة استخدامه ليقابل هيجان الموت الباذخ في عطائه, و العابث بالحيوات السبع " لمارد البقاء الثوري السوري " ! 


لم يكن همّنا يوم خرجنا من قمقم الخوف , أن نكون أسطورة في الصمود ,
 ثم ضريحا للثورات , و تمثالا لخيلٍ تعقد الأجيال من ورائنا عليه نواصي احلام الحرية الميتة !


ثرنا للكرامة و حق الحياة برأس غير مداس , وبأمل ليس عليه أن يولد ميتا !

متنا لسنين , و أعمارنا لم تزل بين سنة و ساعات قلائل ,
 ومنا من أخطأته يد الرصاصة فعمّرَ لسنة و أيام ..



وإذا بموتنا المجنون و بقاؤنا القوي "هزالة "
 قد وفّر النّص الأكثر ملاحماً ..
الأكثر رجولة و الأقل جبنا ..
الأوسع انتشارا و الأقل تكلفة !

ذا العرض االسينمائي الأول , الأوحد
الأكثر استمرارا .. المجانيّ الحضور , ذا تذكرة الحجز المتجددة تلقائيا ! 

مهيئا للعالم بذاك السخاء النادر , أجمل روايات الأضداد حدوثا , و أفصحها دماءً ..



وهاهوذا  العالم اليوم يسكر و ينتشي ..

_ ضحكا , بكاء , صراخا , عويلا , هولا , هلعا و ذهولا _  في آن  ..

كما لو كان أمام ذاك النص و قد تحول مسرحية بعنوان  ::
  
" جراءة الحياة في مصارعة الحتوف " !!


منهيا العرض ( المستمر ) بقنابل من التصفيق المتفجر حرارة , و حماسة
صارخا و هاتفا للأبطال البارعين في نقل لحظات لفظ الأنفاس الأخيرة بإتقان الأموات و فاقدي الحياة 

مانحا إياهم سيلا من " فلاشات " التخليد لثوان نادرة تقع مابين الحياة و الموت و..
 بين العدم و القيمة !


مغدقا على أرواحهم المزهقة أوسكار ( المنايا المُشكَّلَة ) .. 

ثم ينحني رافعا القبعة  لحظة التتويج ,
منظما المؤتمرات الصحفية ( الصديقة )  ,
 مصافحا منايا الرجال وهو  يهذي بكلمات الثناء الجائعة  ..

ليمضي مودعا , تاركا لنا صمت القبور ,
 عائدا لضوضاء حياته و أحلامه و ضحكات أطفاله  لكن ..
دون أن ينسى  سلب الميتين  كأس الحتوف ذاك.. سارقا منهم بعد الحياة حتى حق التكريم  !!


,






2012/4/2 م .. 4:07 قجرا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق