الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

بحن لأيام ,, بس الله لا يرجعا !!!!!











لربما في الأوقاتِ الكثيرة التي تضيع من قوافل أفكارنا المقدِّمات يكون السبب صدقُ الأفكار و واقعيتها و وأنها لاتمتُ لنصوص الخطابةِ بشيء !


ولربما عند قولنا مثلما قلتُ للتو فوق يكون ذلك ذريعةً لإخفاءِ عجزِ الذهن عن صيد الحروف !!

لا ادري فهذا يمكن و ذاك أمكن !


متناقضاتٌ غريبة أشعر بها فجر كل يوم ! و تتفاقمُ ساعةً عن ساعة ..

قد كان في بداية شهر تموز أن هدد الأمنُ الأسدي و شبيحتهم استقرار حماة و هدوءها و خلوها من أي صوت إلا صوت المتظاهرين و أهازيج المظاهرات ,,

فأقالَ بشار محافظ حماة و أعاد المجرم " مفلح " رئيسا لفروع الأمن كلها ,,

و بعد يومين من استلامهِ عرف أهل حماة أنّ شرّاً ما يدبر لهم ,, ومكيدة بهم ستُصنع .. فسارع شبابها يخططون و ينظمون بينهم لردِّ بل تعطيلِ الأمن و تأخيرِ تقدمه و إخافتهِ و انهاك قواه ,, 

و فعلاً و بتكتيكٍ استباقي قام شبابُ كلِّ حي ببناءِ الحواجز على رأسِ كل شارع ,, و تناوب الكثير من الشبان السهر للحراسة ,,

كانت كلمة السرّ بين كل حاجزٍ و آخرَ "
صفرة " كدلالةٍ على حدوث شيء في حي آخر

ليبدأ التكبير في كل الأحياء ,, كـــــــــــــــــــلُّ حماة  تفزع لبعضها و تكبر !

كان شبابُ حيّنا الحارسين للحواجز التي يطل منزلي عليها وهي اكثر من أربعة ,,

 كانوا يسهرون يراقبون السيارات و يدققون في هويات أصحابها و أغراضهم ,,

و لأسبابٍ أمنية و ليحموا أنفسهم من خطر نذالةِ الأمن كانوا قد أطفؤوا كلّ إنارات الشارع .. وكان الأهالي وكمعونةٍ للشباب يطفؤون إنارات منازلهم لمنع أي ضوء قد يظهر خيالا لشاب أو يبين حركة ..


فكنتُ حين أخرج ليلا للشرفة لا أستطيع من شدة الظلام رؤية يدي إن مددتها أمامي 

,,

في بداية الأمر كان لذلك وهرةً و رجفةْ ,, لكن يومين و تعودت ,,

 بل و بِتُّ أسهر في شرفتي أراقب عن علٍ شوارع الحي أمامي !
,,

قبل الفجر بعشر دقائق من كلّ يوم كان شباب حماة في مختلف مناطقها و أحيائها يصدحون بالتكبير " الله أكبر >> تكبير,, الله أكبر "

في أول يوم كبر فيه الشباب أذكر أننا أنا وأمي و أختي هرعنا فزِعاتٍ نسأل بعضنا عن السبب ,, فكان أن رفعت أنا صوتي و قلت " لك شوفي ؟ "

فسمعني شابٌ من أحدهم وقال : " لا تخافي خالتي لا تخافي ما في شي هاد تكبير بس .. ما في شي  "

و توالت أيامنا بلياليها المظلمةِ الإنارة ,, المنارة بهمم الشباب

,,

لأصبح اليوم حين أخرج للشرفة فأجد الشوارع منارة لا أدري لمَ يصيبني الغضب و أنزعج و أتأسف على تلك الأيام التي مضت !!

أخرج في الساعة الخامسة و النصف من فجر كل يوم للبرندة ,, و أقف في زاويتها كعادتي ,,

و سرعان ما تهاجمني صورٌ لأحداثٍ للآن أشكك نفسي أنني عشتها !!

لكن ما أستغربه و أستهجنه من نفسي أنني في كل يوم ::

(( بوقف ع هالزاوية وبتذكر اول ليلة للأمن عنا كان حينا هادي ومافي شي و فجأة منسمع صوت قوي فنطيت من أربعتي للبرندة مفكرتا دبابة ولا بيطلع صوت " الحاويات " و الشباب بزحوها ليسكروا الشارع ,,

و بعد بشوي بكبروا و أنا عم صلي كانت الساعة 3:30 قبل الفجر و أنا ساجدة حسيت بحركة غريبة من الشباب و بدي التكبير فقمت من السجود لإسأل شوفي و قطعت الصلاة من لا شعور !!

بتذكر كيف كان شب أزعر واقف ع الحواجز ع اساس انو زكرتي الحارة و كيف كنت ادايق و قول الله يرحم هيك ثورة خلت أمثالك يطلع و يحكي !

بتذكر فجر 2011/7/31 ’’ الساعة 5:30 الفجر و قت دخلت أول دبابة و كيف انتبهت لصوتا وحسيت انها دبابة وحدي و الشباب كانوا بالشارع راجعين ع البيوت ومو مهتمين للصوت !!!

بتذكر كيف بس دخلت الدبابات شب من الحواجز مدري شو صرلوا و صار يصرخ بهسترة لك يا اهالي حماة الكل ينزل من البيوت ,, الجيش صار عنا ,, الكل ينزل الكـــل 

,, و بس شافني انا و اخي حكا لأخي لك انزييييييييل شو لسا قاعد بتعمل
  حكالي لك يا خالتي نزلي ولادك و انزلي هدول جايين يعتقلونا و يغتصبونا انزلووووا !!!


هلأ ما بعرف شو قصة خالتي و الولاد اللي بيحكيلي ياها وانا بجي اصغر منو بـ 10 سنين >>  بس الهيبة بقا :p

بتذكر صوت أول قذيفة طلعت ! بتذكر صوت الرشاش !!

بتذكر تكبيرات الجوامع ,, بتذكر الرجال وهي واقفة بالشارع و الشباب و هنن بيحرقوا الإطارات !

بتذكر كيف بلش الرش بمنطقتي و ضلو أكتر من ساعتين ,, وكان أنا طاااير عقلي بالصوت هه و كانت ماما ادخلني من باب اطلع بالسرقة من الباب التاني هههه

بتذكر وقت نزلت باصات الامن بلبس الجيش بحينا وانتشروا واخدوا المواقع تبعن ووجهوا السلاح و الشباب البطل صار يجاكرن و يرقصوا و يسبوا روح حافظ و ابو حافظ  وولا هامن شي !!

بتذكر كيف اجانا خبر انو قريبي المقرب اتصاوب 3 إصابات وهو بالمشفى وطبعا ما فينا نوصللو لأن الطرقات مقطعة !!

بتذكر كيف اجا أول يوم رمضان ومع فجر هاليوم ع الساعة 5:30 بلش الرش عن جديد و ع الستة الصبح دخلت 4 دبابات !!

وكيف لما صار الإفطار بأول يوم كمان كان ع صوت الرشاشات !!

بتذكر كيف ع الساعة 5:30 الفجر من تاني يوم من رمضان اجانا خبر وفاة قريبي و استشهادوا !!

بتذكر كيف نزلنا يومها و خاطرنا و رحنا ع المشفى اللي هو فيها و اخدناه ع اقرب حديقة و دفناه فيها ,, كان أول مرة بشوف كيف بني آدم بينزل تحت التراب !!

بتذكر كيف الساعة 5:30 من فجر 3 رمضان وقت قطعوا الاتصالات عن حماة و قطعوا النت و كيف شفت أول قذيفة طلعت ع البناية اللي قدامنا كان أول مرة بشوف قذيفة شخصيا :p

بتذكر كيف يومها دخلنا كلياتنا بالبيت توضينا و البسنا و اتحجبنا و قعدنا نستنى دورنا !!

بتذكر كيف اطلعنا من بيتنا غصب عننا و كيف وأنا بطلع من البيت حكيت لله " يارب بستودعك حالنا و مالنا و بيتنا " وكيف حكيت للبيت و الله طالعة منك ع مقل عيني !!

بتذكر و بتذكر و بيذكر ,,

بتذكر كيف طلعنا و حماة نضيفة من اسم الاسد .. و كيف رجعنا ولا المتاريس معبية الشوارع و ع كل حيط مكتوب الأسد او لا أحد ,, سوريا الاسد .. الخ

وبكل يوم بطلع ع البرندة بتذكر فيه هالاشيا ,, جد جد بحن لهالايام و لو انها ترجع !!!
و بضلني احكي اسألله باليوم كذا صار هيك ,, اسألله بهالساعة عملنا هيك ...


هلأ بوقف الفجر وبستنى الشمس ,, حتى اطلَّع عليها و بعصبية بقلا :  لك ع شو طالعة ؟!!

كم معتقل ما عاد شافك ,, و ع كم شهيد ح تغربي ؟!!!


بس جد ...

متناقضـــــــــــــــــــــات!





2011/9/14 م .. 8:05 صباحا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق