الأحد، 20 نوفمبر 2011

منذا يزفني للوطن !








   مثقلةٌ أرضُنا بالشهداءْ ,, ثقيلٌ في قلبنا حبُّ الوطنْ !




شهقةُ موتٍ ملئى بالحب !

غصن ياسمينٍ أبيضَ احمرَّت خدود أوراقه خجلاً من همسة عشقٍ همهم لهم بها قلب الوطن ! ,,




انتظمت ملائكة السماءِ عن اليمينِ و الشمالْ ..  قدِمَت الحواري بطُرَحِ الجنانْ ..
مُسوَّدّاتِ الطرفِ مجدولاتْ ,,

رآها الشهيدُ الحي !! ,, 

عروسه الحلوة .. شمّ منها ريح مسكِ بيتٍ زينه الله له بالذهب و الفضة !

تراقصت دقاتُ قلبِهْ ,, زغردت عيناه ,, راوَحَتْ أقدامُه ركضا في المكان ... 

_ زفوني  زفوني .. 

تلكأت عروسه هنيهة !! ,,

_  لي مهرٌ منك واجبٌ يا حبيب ! ... 

" شهادة لله أُوْلى ,, واستشهادٌ لي أخير " ,,

تبسم "الحي " و قال : هي لله هي لله ..
أشهدك إلهي على وحدانيتك ,, فخذني لجوارك ياربُ عريس ..

ثم أغمض العينين ضاحكَ الشفاه ...

,,,

 بالموكب الملائكي الباسم ,, زفته الأرض لسمائها عريس  ....

^

قد كانت قصة عرس غير بشري ما فيه من الدنيوية شيء , 
قصة هُيامٍ خفية ,, نُقِشَتْ في جدار القلب أثراً باقٍ أبا عن أبْ .. 


,,,



قال برنارد شو ::  " تعرف أنك عاشق عندما تبدأ في التصرف ضد  مصلحتك الشخصية"!

أفليس هو ذاك العشق الذي نموت لنحييكِ به سوريا ؟!! 

قد عشقناكِ حدّ النقيض !!

 فالحب في كل اللغات " حياة "  إلا في لغة الوطن ..
هو " موت "  لتعيش الارض وحدها .. ووحدها فقط !

وفي حبكِ الأوحد تطرفنا ,, جعلنا من دمانا ماء نعيد به عجن تربكِ ,, نشكّلُ به من جديد لوحتكِ الأم  " عزٌ , مجدٌ و .. حريـــة "

أتَرَى بلدي كيف تتراكضُ نبضاتُ القلبِ شوقا للتوحدِ فيك !



أتَرَى في الكون منافساً لك خرج أهلوه في مسيرة حبٍّ هدّارة .. جاعلين لحن الحياة " هتافاً " تتراقص فوقه الأرواح !

تُرى هل تَرى حَسَدَ الأوطانِ لك ! ..  غَيْرَةَ أراضٍ لسُقيا حمراءَ اختَصَّ أبناؤك سقياكَ به !

ما رأيتُ فيكِ دنيانا شباباً تسابقوا لجنازير الدبابات تهرس أجسادهم تطحنها ,,
 رغبة منهم لنيل السبق في التوحد بذرات ترابك ,,


والتفتت حد الانسجام فيك ! 

تُرى هل رأيتِ سوريا تهافُتَ أهل " العدية الحمصية " على تقديم القربان تلو القربان أملا بتبيان حب منهم لك يفوق حب أهل حماة ! 

و تراكض أهل " حماة " لمجاراة شهداء إدلب في القوة و االفداء !

و لهاث " إدلب " للمرتبة الأولى غبطة من درعا !

و تفاني أهل " درعا " حراسةً لشعلةِ الحرية  !

وكَرَمِ عشائر " الدير "  و شباب " الكرد "  بالروح لعينكِ الترابيتين !

وتوحداً " لشامنا " و " ريفها " شوقا لاسترداد حضنك تُدفِئهم !

,,, 

سوريا يا عروس الشام ,, يا مهرتنا الأصيلة ,,  يا صبية الشعر الاسودِ و القدِّ المياس و العمر " الألفيني " الفتي  ..

يا غرور الجمال و مطمع الرجال .. ياحنيّة الأم و دفء صدرها ,, يا صرامة الأب و حنانه الخجول ,,

كفاكِ إغراءً لشبابنا ,, قد أسكرتهم حدَّ الثمالة توقا ,, كُفي شفتيكِ تقطيرَ الكرزِ

لا تلبسي الضيق من التراب !,, وسعي أثوابَكِ بفضفاضٍ من دمائنا ..

,,, 

سوريا ,, لكلِّ فتيانِكِ حوارٍ تزُفينهم لهن ,, و أنا مالي في الحوريات نصيب ..



فهل لي يا أميرتي أحدٌ منكِ يزُفُني للوطن !!











2011/11/20 م .. 10:32 ليلا ..



هناك تعليق واحد:

  1. رائعه هي حروفك ومتفائله جدا للعمق الذي يجعل من كتاباتك في قمة الابداع ..هنيئا للذي يزف للوطن
    الله ياشعب سوريا الابيه كم قدمتم التضحيات ولن تذهب دمائكم هدرا ولو حتى آخر قطره تنزف من دماء ابناءك الابطال ستظلين حره ابيه.. النصر قاادم بإذن الله قلوبنا معكم

    ردحذف