" إنه لمن الجميل الانتقال السريع للشباب السوري في نشاطهم الثوري الذي لم يعرفوه مسبقا "
^
جملة استوقفتني في تقرير يحكي مآسي المدن الثائرة هنا ..
حقا إنه لمن الجميل بل المدهش , التكيف السريع و الاندماج الديناميكي في التصارع المحموم بين شباب الثورة و كلاب الموت منذ سنة و يزيد ,
لكن ما أثارني هو الإعجاب التائه في " مكانه " ,
وفي حقيقة صحة استخدامه ليقابل هيجان الموت الباذخ في عطائه, و العابث بالحيوات السبع " لمارد البقاء الثوري السوري " !
لم يكن همّنا يوم خرجنا من قمقم الخوف , أن نكون أسطورة في الصمود ,
ثم ضريحا للثورات , و تمثالا لخيلٍ تعقد الأجيال من ورائنا عليه نواصي احلام الحرية الميتة !
ثرنا للكرامة و حق الحياة برأس غير مداس , وبأمل ليس عليه أن يولد ميتا !
متنا لسنين , و أعمارنا لم تزل بين سنة و ساعات قلائل ,
ومنا من أخطأته يد الرصاصة فعمّرَ لسنة و أيام ..
وإذا بموتنا المجنون و بقاؤنا القوي "هزالة "
قد وفّر النّص الأكثر ملاحماً ..
الأكثر رجولة و الأقل جبنا ..
الأكثر رجولة و الأقل جبنا ..
الأوسع انتشارا و الأقل تكلفة !
ذا العرض االسينمائي الأول , الأوحد
الأكثر استمرارا .. المجانيّ الحضور , ذا تذكرة الحجز المتجددة تلقائيا !
مهيئا للعالم بذاك السخاء النادر , أجمل روايات الأضداد حدوثا , و أفصحها دماءً ..
وهاهوذا العالم اليوم يسكر و ينتشي ..
_ ضحكا , بكاء , صراخا , عويلا , هولا , هلعا و ذهولا _ في آن ..
كما لو كان أمام ذاك النص و قد تحول مسرحية بعنوان ::
" جراءة الحياة في مصارعة الحتوف " !!
منهيا العرض ( المستمر ) بقنابل من التصفيق المتفجر حرارة , و حماسة
صارخا و هاتفا للأبطال البارعين في نقل لحظات لفظ الأنفاس الأخيرة بإتقان الأموات و فاقدي الحياة
مانحا إياهم سيلا من " فلاشات " التخليد لثوان نادرة تقع مابين الحياة و الموت و..
بين العدم و القيمة !
بين العدم و القيمة !
مغدقا على أرواحهم المزهقة أوسكار ( المنايا المُشكَّلَة ) ..
ثم ينحني رافعا القبعة لحظة التتويج ,
منظما المؤتمرات الصحفية ( الصديقة ) ,
مصافحا منايا الرجال وهو يهذي بكلمات الثناء الجائعة ..
ليمضي مودعا , تاركا لنا صمت القبور ,
عائدا لضوضاء حياته و أحلامه و ضحكات أطفاله لكن ..
دون أن ينسى سلب الميتين كأس الحتوف ذاك.. سارقا منهم بعد الحياة حتى حق التكريم !!
,
2012/4/2 م .. 4:07 قجرا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق